فصل: فصل في نماذج من عدل علي بن أبي طالب وزهده وورعه:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: موارد الظمآن لدروس الزمان



.فصل في نماذج من عدل علي بن أبي طالب وزهده وورعه:

وَأَمَّا عَلِيّ بْنُ أَبي طاَلِبٍ فَإلَيْكَ نَمَاذِجُ مِنْ عَدْلِهِ وَزُهْدِهِ وَوَرَعِهِ، قَالَ رضي اللهُ عَنْهُ في خُطْبِتِهِ عَقِبَ البَيْعَةِ لَهُ: أيُّها النَّاسُ إنَّمَا أنَا رَجُلٌ مِنْكُم لِيْ مَا لَكُمْ وَعَلَيَّ مَا عَلَيْكُم، وإِنّي حَامِلُكُم عَلى مَنْهج نَبِيَّكُمْ وَمُنَفَّذٌ فِيْكُم مَا أُمِرْتُ بِهِ، ألاَ إنَّ كُلَّ قَطِيْعَةٍ أَقْطَعَهَا عُثْمَانُ. وَكُلُّ مَالٍ أَعْطَاهُ مِنْ مَالِ اللهِ فَهُوَ مَرْدُودٌ في بَيْتِ المَالِ، فإنَّ الحَقَّ لا يُبْطِلُهِ شَئٌ وَلَوْ وَجَدْتُه قَدْ تُزُوَجَ بهِ النَّسَاء وَمُلِكَ الإمَاء وَفُرَّقَ في البُلدَانِ لرَدَدْتُه فإنَّ العَدْلَ سَعَةٌ.
وَمَنْ ضَاقَ عَلَيْهِ الحَقُّ فَالجَوْرُ عَلَيْهِ أَضْيَقُ، أَيُّهَا النَّاسُ أَلا لاَ يَقُولَنَّ رِجَالٌ مِنْكُم غَداً قَدْ غَمَرَتْهُم الدُّنْيَا فامْتَلَكُوا العَقَارَ وَفَجَّرُوا الأَنْهارَ وَرَكِبُوا الخَيْلَ وَاتَّخَذُوا الوَصَائِفَ المُرَقَّعَةَ إذَا مَا مَنَعْتُهم مَا كَانُوا يَخُوضُون فِيْهِ وَأَصَرْتُهم إلى حُقُوْقهِمْ التِيْ يَعْلَمُونَ حَرَمَنَا ابْنُ أَبِي طَالِبٍ حُقُوقَنَا.
أَلاَ وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ المُهَاجِرينَ وَالأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عَليه وسلم يَرى أَنَّ الفَضْلَ لَهُ عَلى سِوَاهُ بِصُحْبَتِهِ فإنَّ الفَضْلَ غَداً عِنْدَ اللهِ وَثَوَابُه وَأَجْرُهُ عَلى اللهِ، ألاَ وَأَيُّمَا رَجُلٍ اسْتَجَابَ لِلّهِ وَلِرَسُوْلِهِ فَصَدَّقَ مِلَّتَنَا وَدَخَلَ دِيْنَنَا وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا فَقَد اسْتَوْجَبَ حُقُوقَ الاسْلامِ وَحُدُوْدَهُ.
فَأَنْتُمْ عِبَادُ اللهِ، وَالمَالُ مَالُ اللهِ، يُقْسَمُ بَيْنَكُمْ بالسَّوِيَّةِ وَلا فَضْل فِيهِ لأَحَدٍ عَلى أَحَدٍ وَلِلْمُتَّقِيْنَ عِنْدَ اللهِ أَحْسَنُ الجَزَاءِ. وَأَخْرَج أَبُو نُعَيْمٍ في الحلْية عَنْ عَلِيّ بْنِ رَبِيْعَة الوَالِى عَنْ عَلِيّ بْنِ أَبي طَالِبٍ قَالَ جَاءَ ابْنُ النَّبَّاجِ فقالَ يَا أمِيرَ المُؤْمنينَ امْتَلأَ بَيْتُ مَالِ المُسْلِمينَ مِنْ صَفْرَاءَ وَبَيْضَاءَ فَقالَ اللهُ أكْبَرُ فَقَامَ مُتَوَكِئاً على ابْنِ النَّباجِ حَتَّى قَامَ عَلى بَيْتِ مَالِ المُسلِمِيْنَ فَقَالَ:
هَذا جَنَايَ وَخِيَارُهُ فِيْهِ ** وَكُلُّ جَانٍ يَدُهُ إلى فِيْه

يَا ابْنَ النَّباجِ عَلَيَّ بأَشْيَاعِ الكُوْفَةِ قَال: فَنُوديَ في النَّاسِ فَأَعْطَى جَمِيْعَ مَا فِيْ بَيْتِ المُسْلِمِين وَهُوَ يَقُوْلُ: يَا صَفْرَاءُ وَيَا بَيْضَاءُ غُرِيْ غَيْرِي هَا وَهَا حَتَّى مَا بَقيَ مِنْهُ دِيْنَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ ثُمَّ أَمَرَ بِنَضْحِِهِ وَصَلي فِيْهِ رَكْعَتَينِ وَعَنْ مَجْمَع التَّيْمِي قَالَ كَانَ عَلِيّ رَضْيَ اللهُ عَنْهُ يَكْنِسُ بَيْتَ الَمالِ وَيُصَلَّي فِيْهِ وَيَتَّخِذُهُ مَسْجِداً رَجَاءَ أنْ يَشْهَدَ لهُ يَوْمَ القِيَامَةِ.
وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ العَلا عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدَّهِ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيّ بْنَ أَبِيْ طَالبِ رَضيَ اللهُ عَنْهُ يَقْوُلُ مَا أصَبْتُ مِنْ فَيْئِكُم غَيْرَ هَذِهِ القَارُوْرَةِ أهْدَاهَا إلَيَّ الدَّهْقَانُ، ثُمَّ نَزَلَ إلى بَيْتِ المال فَفرَّقَ كُلَّ مَا فِيْهِ، وَلَمَّا قَرَّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الهِجْرَةَ مِنْ بَيْتِهِ الذِيْ أحَاطَ بِهِ المُشْرِكُوْنَ لِيَقتُلُوهُ إثْرَ مَكْرِهمْ بهِ في دَارِ النَّدْوَة وَضَعَ مَكَانَهُ في فِرَاشِهِ ابْن عَمَّهِ أبَا الحَسَنِ عَلِيّاً رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وَآثَرَ عَلِيٌّ أَنْ يَكُوْنَ الفِدَا لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْ يُعَرَّضَ نَفْسَهُ لِلسُّيوْفِ سُيُوْفِ المُشْرِكِيْنَ تُقَطَّعُ لَحْمَهُ وَتُزْهِقُ رُوْحَهُ وَبِذَلِكَ فَدَى بِنَفْسِهِ رَسُولَ اللهِ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلم وَفِيْهِ يَقُولُ النّاظِمُ لِلعَقِيْدَةِ:
وَلاَ تَنْسَ صِهْرَ المُصْطَفَى وَابْنَ عَمَّهِ ** فَقَدْ كَانَ حَبْراً لِلْعُلُومِ وَسَيَّدَا

وَفَادَى رَسُولَ اللهِ طَوْعاً بِنَفْسِهِ ** عَشِيَّةَ لمَّا بالفِرَاشِ تَوَسَّدَا

وَمَنْ كَانَ مَوْلاَهُ النَّبِيّ فَقَدْ غَدَى ** عَلِيُّ لَهُ بِالحَقَّ مَوْلَىً وَمُنْجِدَا

اللَّهُمَّ نَوَّرْ قُلُوْبَنَا بِطَاعَتِكَ وَأَلْهِمْنَا ذكْرَكَ وَشُكْرَكَ وَارْزُقْنَا الانَابَةَ إليْكَ وَحُسْنَ التَّوَكُّلِ عَلَيْكَ وَآتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيْعِ المُسْلِمِيْنَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ وصَلى اللهُ عَلى مُحَمَدٍ وَعَلى آلِهِ وَصَحْبِهِ أجْمَعِينَ.
فصل:
وَرُوِيَ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَلِيَّ بَنِ أَبْي طَالِبٍ رَضيَ اللهُ عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ يَوْمَاً فَقالُوا لهُ لَوْ أعْطَيْتَ هَذِهِ الأمْوَالَ، وَصَلْتَ بِهَا هَؤُلاءِ الأشْرَافَ، وَمَنْ تَخَافُ فِرَاقَهُ، حَتَّى إذَا اسْتَتَبَّ لَكَ مَا تُرْيدُه عُدْتَ إلى مَا عَوَّدَكَ اللهُ مِن العَدْلِ في الرَّعِيَّةِ وَالقِسْمَة بِالسَّوِيَّةِ.
فَقَالَ أَتَأْمُرُوْنِيْ أَنْ أَطْلُبَ النَّصْرَ بِالجَوْرِ فِيْمَنْ وَلّيْتُ عَلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الاسْلاَمِ وَاللهِ لاَ أَفْعَلُ ذَلكَ لَوْ كَانَ هَذَا المالُ لِيْ لَسَوَّيْتُ بَيْنَهُم فِيْهِ كَيْفَ وَإِنَّمَا هِيَ أَمْوَالُهُم.
وَرُوِيَ أنَّ أخَاهُ عَقِيْلاً سَأَلَهُ شَيْئاً مِنْ بَيْتِ المَالِ فَقَالَ إذَا كَانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ فَأتِنِيْ، فَأَتَاهُ يَومَ الجُمُعَةِ إلى المَسْجِدِ، وَقَدْ اجْتَمَع فِيْهِ النَّاسُ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَا تَقُوْلُ فِيْمَنْ خَانَ هَؤُلاءِ، فَقَالَ أَقُوْلُ إِنَّهُ رَجُلُ سُوْءٍ، فَقَالَ إنَّكَ سَأَلْتَنِيْ أَنْ أَخُونَهم أوْ كَمَا قَالَ.
وَرْوِيَ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ قَالَ دَخَلْتُ عَلى أَمِيْرِ المُؤمِنينَ عَلِيٍّ بْنِ أَبِيْ طَالِبٍ بَعْدَ مَا صَارَ إلََيْهِ الأَمْرُ فَإذَا هُوَ جَالِسٌ عَلى مُصَلى لَيْسَ في دَارِهِ سِوَاهُ فَقُلْتُ يَا أمِيرَ المُؤمِنينَ أَنْتَ مَلِكُ الاسْلامِ، وَلا أرَى في بَيْتكَ أَثاثاً وَلا مَتَاعاً، سِوَى مُصَلّى أنْتَ جَالِسٌ عَليه فَقالَ يا ابْنَ غَفْلَةَ إنَّ اللَّبِيْبَ لا يَتَأثَّثُ في دَارِ النُّقْلَةِ، وَأمَامَنَا دارٌ هِيَ دَارُ المُقَامِ، وقَدَ نَقْلْنَا إلَيْهَا خَيْرَ مَتَاعٍ وَنَحْنُ إلَيْهَا مُنْتَقِلُونَ.
وَعَنْ بَعْضِهِمْ قَالَ رَأَيْتُ عَلِيّاً يَطُوْفُ وَبِيَدِهِ الدُّرَّةُ وَعَلَيْهِ إزَارٌ فِيْهِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ رُقْعَةً بَعْضُهَا مِنْ جِلْدٍ.
وَمِنْ كَلامِهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ألا وَإن إمَامَكُمْ قَدْ اكْتَفى مِن الدُّنْيَا بِطِمْريْهِ وَمِنْ طَعَامِهِ بِقُرْصَيْهِ، ألا وَإنَّكُمْ لا تَقْوَوْنَ عَلى ذَلِكَ وَلَكِنْ أَعِيْنُونِيْ بِوَرَعٍ وَاجْتِهَادٍ، فَوَ اللهِ مَا كَنَزْتُ مِنْ دُنْيَاكُمْ تِبراً، وَلا أحْرَزْتُ مِنْ غَنَائِمِهَا وَفْرَاً.
إلَى أنْ قَالَ: وَلَوْ شِئْتُ لاهْتَدَيتُ الطَّرِيْقَ إلَى مُصَفَّى هَذَا العَسَلِ، وَلُبَابِ هَذَا القَمْحِ، وَنَسَائِجِ هَذَا القَزَّ، وَلَكِنْ هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِيْ هَوَايَ، وَيَقُوْدُنِي جَشَعِي إلَى تَخَيُّرِ الأَطْعِمَةِ.
وَلَعَلَّ بِالحِجَاز وَاليَمَامَةِ مَنْ لاَ يُدْرِكُ القُرْصَ، وَلاَ عَهْدَ لَهُ بِالشَّبَع، أوَ أَبِيْتُ مِبْطَاناً وَحَوْلِي بُطُوْنٌ غَرْثَى مِن الجُوْعِ، وَأَكْبُدٌ حَرَّاءُ، فأكُونُ كَمَا قَالَ القائِلُ:
وَحَسْبُكَ عَاراً أَنْ تَبِيْتَ بِبِطْنَةٍ ** وَحَوْلَكَ أَكْبَادٌ تَحِنُّ إِلى القِدَّ

وَمِنْ كَلامِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في كِتَابِ العَهدِ لِلأَشْتَرِحِيْن وَلاهُ مِصُرَ وَلْيَكُنْ أَحَبُّ الذَّخَائِرِ إلَيْكَ ذَخِيْرَةَ العَمَل الصَّالِحِ فَامْلِكْ هَوَاكَ وَشُحَّ بِنَفْسِكَ عَنْ مَا لا يَحِلُّ لَكَ، فإنَّ الشُّحَّ بالنَّفْسِ بالانْصَافِ مِنْهَا فِيْمَا أَحَبَّتْ وَكَرٍهَتْ. اهـ.
وَقال غيره: الهوى والنفسُ يُنَتِجَانِ مِن الأخلاقِ قَبائِحَها ويُظْهِرانِ مِن الأفعالِ فضائحها.
إذا ما رَأَيْتَ المَرْءَ يَقْتَاده الهوَى ** فَقَدْ ثَكِلَتُه عِندَ ذَاكَ ثَواكِلُهْ

وما يَرْدَعُ النَفْسُ الحَرُوْنَ عن الهَوَى ** مِن الناسِ إلاّ حازِمُ الرأْيِ كَامِلُهْ

وقد أَشْمَتَ الأعْدَاءَ جَهْلاً بِنفَسهِ ** وقَدْ وَجَدَتْ فِيه مَقَالاً عَوَاذِلُهْ

إذا اشْتَبَهَ الأَمْرَانِ فالخَيرُ في الذي ** تَراهُ إذا كَلَّفْتَه النَّفْسَ يَثْقُلُ

فَجَانِبْ هَوَاهَا واطَّرِحْ ما تُرِيْدُهُ ** مِن اللَّهْوِ واللذاتِ إنْ كُنْتَ تَعْقِلُ

وَأَشْعِرْ قَلْبَكَ المَحَبَّةَ لِلرَّعِيَّةِ وَالرَّحْمَةِ بِهِمْ وَالرَّفْقَ بِهِمْ وَلاَ تَكُوْنَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعَاً ضَارِيَاً يَغْتَنِمُ أكْلَهُمْ، فَإنَّمَا هُمْ صِنْفَانِ إمَّا أخٌ لَكَ فَي الدَّيْنِ أَوْ نَظِيْرٌ لَكَ في الخُلُقِ، يَفْرُطُ مِنْهُم الزَّلَلُ وَتَعْرِضُ لَهُم العِلَلُ وَيَأْتِي عَلَى أَيْدِيْهِم العَمْدُ وَالخَطَأْ.
فأعْطِهُمْ مِنْ عَفْوِكَ، وَصَفْحِكَ، مِثْلَ الذِي تُحِبُّ أَنْ يُعْطِيْك اللهُ مِنْ عَفْوِهِ وَصَفْحِهِ فَإنَّكَ فَوْقَهُمْ، وَوَالِيَ الأَمْر عَلَيْكَ فَوْقَكَ وَاللهُ فَوْقَ مَنْ وَلَّاكَ، وَقَدْ اسْتَكْفَاكَ أَمْرَهُمْ، وَابْتَلاَك َبِهِمْ.
وَفِيْهِ لاَ تَنْدَمَنَّ عَلَى عَفْوٍ وَلاَ تَتَبَجَّحَنَّ بِعُقُوْبَةٍ وَلاَ تَسْرِعَنَّ إلى بَادِرَةٍ وَجَدْتَ عَنْهَا مَندُوْحَةً.
وَلاَ تَقُولَنَّ إِني امْرُؤٌ آمُرُ فَأُطَاعَ، فَإنَّ ذَلِكَ إدْغَالٌ في القَلْبِ وَمَنْهَكَةٌ لِلدَّيْنِ، وَتَقَرُّبٌ مِن الغَيْرِ.
فَإذَا أَحْدثَ لَكَ مَا فِيهِ مِنْ سُلْطَانِكَ أُبَّهَةٌ أو مَخْيَلَةٌ فَانْظُرْ إلى عِظَم مُلْكِ اللهِ فَوْقَكَ، وَقُدْرَتِهِ مِنْكَ عَلَى مَا لا تَقْدِرُ عَلَيْهِ مِنْ نَفْسِكَ، فَإنَّ ذَلِكَ يُطَامِنُ إلَيْكَ مِنْ طِمَاحِكَ.
وَفِيْهِ إِيَّاكَ وَمُسَامَاتِ اللهِ في عَظَمَتِهِ، وَالتَّشَبُّه بِهِ في جَبَرُوتِهِ، فإنَّ اللهَ يُذِلُّ كُلَّ جَبَّارٍ وَيُهِيْنُ كُلَّ مُخْتَالٍ، أَنْصِف اللهَ، وَانْصِف النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ، وَمَنْ خَاصَّةَ أَهْلِكَ، وَمَنْ لكَ فِيْهِ هَوَىً مِنْ رَعِيَّتِكَ، فَإنَّكَ إنْ لَمْ تَفعَلْ ذَلِكَ تَظْلِمْ وَمَنْ ظَلَم عِبَادَ اللهِ كَانَ اللهُ خَصْمَهُ، دُوْنَ عِبَادِهِ، وَمَنْ خَاصَمَهُ اللهُ أَدْحَضَ حُجَّتَهُ.
وَلْيَكُنَ أَبْعَدُ رَعِيَّتِكَ عَنْكَ وَأَشْنَؤُهُمْ عِنْدَكَ، أَطْلَبَهُمْ لِمَعَائِبِ النَّاسِ فَإنَّ في النَّاس عُيُوبَاً الوَالِي أحَقُّ بِسَتْرِهَا، فَلاَ تَكْشِفَنَّ عَنْ مَا غَابَ عَنْكَ مِنْهَا فَإنَّمَا عَلَيْكَ تَطْهِيْرُ مَا ظَهَر لَكَ، وَاللهُ يَحْكُمُ عَلَى مَا غَابَ عَنْكَ.
وفيهِ وَلاَ تَعْجَلَنَّ بِتَصْدِيْقِ سَاعٍ فَإنَّ السَّاعِيْ غَاشٌّ وَإنْ تَشَبَّهَ بِالنَّاصِحِيْنَ وَلاَ تُدْخِلَنَّ فِي مَشُوْرَتِكَ بَخِيْلاً يَعْدِلُ بِكَ عَن الفَضْلِ ويَعِدُكَ الفَقْرَ وَلاَ جَبَانَاً يُضْعِفُكَ عَن الأمُورِ وَلاَ حَرِيْصَاً يُزَيَّنُ لَكَ الشَّرَهَ بِالجَوْرِ وَلاَ يَكُوْنُ المُحْسِنُ وَالمُسِيءُ عِنْدَكَ سَوَاءً بِمَنْزِلَةٍ وَاحدَةٍ فَإنَّ في ذَلِكَ تَزْهِيْدَاً لأَهْلِ الإِحْسَانِ في الإِحْسَانِ وَتَدْرِيْباً لأهْلِ الإسَاءَةِ وَألْزِمْ كُلاً مِنْهُمْ مَا ألْزَمَ نَفْسَهُ.
ثُمَّ اللهَ اللهَ في الطَّبَقَةِ السُّفْلَى مِنْ النَّاسِ الذِيْنَ لا حِيْلَةَ لَهُمْ وَالمَسَاكِينْ وَالمُحْتَاجِينَ وَالبُؤَسَاءِ وَالزَّمْنَى فَاحْفَظَ اللهَ فِيْهِمَا كَمَا اسْتَحْفَظَكَ مِنْ حَقِّهِ فِيْهِمْ وَاجْعَلْ لهُمْ قِسْمَاً مِنْ بَيْتِ مَالِكَ وَسهْمَاً مَنْ غَلَّاتِ صَوَافِي بَلَدِكَ.
وَتَفَقَّدْ أُمَورَ مَنْ لا يَصِلُ إِليْكَ مِنْهَمْ مِمَّنْ تَقْتَحِمُهُ العُيُوْنُ وَتَحْتَقُرُه الرِّجَالُ فَإنَّ هَؤُلاَءِ مِنْ الرَّعِيَّةِ أَحّقُّ بالانْصَافِ مِنْ غَيْرِهِمْ وَتَعَهَّدْ أَهْلَ اليَتِيمِ وَأُولِي الرِّقَّةِ في السِّنِّ مِمَّنْ لا حِيلَةَ لَهُ ولا يَنْصِبُ نَفْسَهُ لِلْمَسْأَلَةِ وَذَلِكَ عَلَى الْوُلاةِ ثَقِيلٌ والْحَقُّ كُلُّهُ ثَقِيلٌ.
وَفِيهِ وَلا يَطُولَنَّ احْتِجَابُكَ عَنْ رَعِيَّتِكَ فَإِنَّ احْتِجَابَ الْوُلاةِ عَنِ الرَّعِيَّةِ شُعْبَةٌ مِن الضّيقِ وَقِلَّةُ عِلْمٍ بالأُمُورِ وَالاحْتِجَابُ مِنْهُمْ يَقْطَعُ عَنْهُمْ عِلْمَ مَا احْتَجَبُوا دُوْنَهُ فَيَصْغُرُ عِنْدَهُمْ الكَبِيْرُ وَيَعْظُمُ عِنْدَهُمْ الصَّغِيْرُ وَيَقْبُحُ الحَسَنُ وَيَحْسُنُ القَبِيْحُ وَيُشَابُ الحَقُّ بِالبَاطِلِ.
وَفِي كِتَابِهِ رَحِمَهُ اللهُ وَإيَّاكَ وَالدِّمَاءَ وَسَفْكِهَا بِغَيْرِ حِلِّها، فَإنَّهُ لَيْسَ شَئٌ أَدْعَى لِنَقْمَةٍ وَلا أعْظَمَ تَبِعَةٍ وَلاَ أَحْرَى لِزَوَالِ نِعْمَةٍ وَانْقِطَاعِ مُدَّةٍ مِنْ سَفْكِ الدِمَاء بِغَيْرِ حَقِّهَا، فَلاَ تُفَوِّتَنَّ سُلْطَانَكَ بِسَفْكِ دَمٍ حَرَامٍ، فَإنَّ ذَلِكَ مِمَّا يُضْعِفُهُ وَيُوْهِنُهُ، بَلْ يُزِيْلُهُ وَيَنْقُلُهُ وَأخِّرْ السَّطْوَةَ حَتَّى يَسْكُنَ غَضَبُكَ فَتَمْلِكَ الخِيَارَ، وَلَنْ تُحْكِمَ ذَلِكَ حَتَّى تَكْثُرَ هُمُوْمُكَ بِذِكْرِ المَعَادِ إلى ربِّكَ وَالسَّلاَمُ.
وَعَنْ الشَّعْبِيّ قَالَ: وَجَدَ عَليُّ بْنُ أَبي طَالِبٍ دِرْعَهُ عِنْدَ رَجُلٍ نَصْرَانِيّ فَأقْبَلَ بِهِ إلى شُرَيْحٍ يُخَاصِمُهُ قَالَ فَجَاءَ عَلِيُّ حَتَّى جَلَسَ إلى جَنْبِ شُرَيْحٍ قَالَ يَا شُرَيْحُ لَوْ كَانَ خَصْمِيْ مُسْلِمَاً مَا جَلَسْتُ إلا مَعَهُ وَلَكِنَّهُ نَصْرَانِيٌّ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا كُنْتُمْ وَإيَّاهُمْ في طَرِيْقٍ فَاضْطرُّوْهُمْ إلى مَضَايِقِهِِ وصَغِّرُوْا بِهِمْ كمَا صَغَّرَ اللهُ بِهِم مِنْ غَيْرِ أنْ تَطْغَوْا ثمَّ قَالَ: هَذَا الدِّرْعُ دِرْعِىْ وَلَمْ أَبعْ وَلَمْ أهَبْ.
فَقَالَ شُرَيْحٌ لِِلنَّصْرَانِيّ مَا تَقُولُ فِيمَا يَقُولُ أَمِيرُ المُؤمِنينَ فَقَالَ النَّصْرَانِيّ مَا الدِّرْعُ إلاّ دِرْعِيْ، وَمَا أميْرُ المُؤمِنينَ عِنْدِيْ بِكاذِبٍ فَالْتَفَتَ شُرَيْحٌ إلى أميْرِ المُؤمنينَ عَلَىّ بْنِ أِبيْ طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ هَلْ مِنْ بَيِّنَةٍ فَضَحِكَ عَلِيٌّ رَضَيَ اللهُ عَنْهُ، وَقَالَ أصَابَ شُرَيْحٌ مَالِي فَقَضَى شُرَيْحٌ بِهَا لِلنَّصْرَانِيّ.
قَالَ فَأَخَذَهُ النَّصْرَانِيّ وَمَشىَ خُطاً ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ أمَّا أَنَا فَأَشْهَدُ أنَّ هَذِهِ أَحْكَامُ الأنْبِيَاءِ، أمِيْرُ المُؤمِنِيْنَ يُدْنْيِنْي إلى قَاضِيْهِ يَقْضِيْ عَلَيْهِ.
أَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَ اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُه، الدِّرْعُ وَاللهِ دِرْعُكَ يَا أَمِيْرَ المُؤمنْينَ اتَّبَعْتُ الجَيْشَ وأنْتَ مُنْطَلِقٌ إلى صِفِينَ فَخَرَجَتْ مِنْ بَعْيِركَ الأَوْرَقِ فَقَالَ أمَّا إذَا أسلَمْتَ فهِيَ لَكَ وَحَمَلَهُ عَلَى فَرَسٍ.
لَعَمْرُكَ مَا تُغْنِي المَغَانِي وَلاَ الغِِنى ** إذَا سَكَنَ المُثْرِي الثَّرَى وَثَوى بِهِ

فَجُدْ في مَرَاضِيْ اللهِ بالمالِ رَاضياً ** بِمَا تَقْتَنِي مِنْ أجْرِهِ وَثَوَابِهِ

وَعَاصِ هَوَى النَّفْسِ الذِي مَا أَطَاعَهُ ** أخُوْ ظَلّةٍ إلا هَوَى مِنْ عُقَابِهِ

وَحَافٍظْ عَلَى تَقْوى الآلَهِ وَخوْفِهِ ** لِتَنْجُو مِمَّا يُتّقَي مِنْ عِقَابِهِ

وَلاَ تَلْهُ عَنْ تِذْكَارِ ذَنْبِكَ وَابلُهُ ** بِدَمْعٍ يُضَاهِيْ المُزْنَ حَالَ مُصَابِهِ

وَمَثِّل لِعَيْنَيْكَ الحِمَامَ وَوَقْعَهُ ** وَرَوْعَةََ مُلْقَاهُ وَمَطْعَمَ صَابِهِ

وَإنَّ قُصَارَى مَنْزِلِ الحَىِّ حُفْرَةٌ ** سَيَنْزِلُهَا مُسْتَنْزَلاَ عَنْ قِبَابِه

فَواهًا لِعَبْدٍ سَاءَهُ سُوْءُ فِعْلِهِ ** وَأَبْدَى التَّلاَفِيْ قَبَلَ إغلاَقِ بَابِه

قَالَ عَلِيّ رَضيَ اللهُ عَنْهُ لِعَمَّارٍ عَلاَمَ تَتَأَوَّهُ؟ إن ْكَانَ عَلَى الدُّنْيَا فَقَدْ خَسِرَتْ صَفْقَتُكَ، وإنْ كانَ علَى الآخِرَةِ فَقَدْ رَبِحَتْ تِجَارَتُكَ، يَا عَمَّارُ إنَّيْ وَجَدْتُ لَذّاتِ الدُّنْيَا في أَحْقَرِ الأشْيَاءِ الطَّعَامِ وَأَفْضَلُهُ العَسَلُ وَهُوَ مِنْ حَشَرَةِ، المَشْرُوْبَاتِ، وَأَفْضَلْهَا سَائِرَةٌ في الهَوَاءِ.
المَلْبُوْسَاتُ، وَأَفْضلُهَا الحَرِيْرُ وَهُوَ مِنْ دُوْدِ القَزِّ، المَشْمُوْمَاتُ وَأَفْضَلُهَا المِسْكُ وَهُوَ مِنْ فَأرَةٍ، المَسْمُوْعَاتُ وَهِيَ أعْرَاضٌ سَائِرَةٌ في الهَوَاءِ.
النِّكَاحُ وَهُوَ مَبَالٌ في مَبَالٍ وَحَسْبُكَ أَنَّ المَرْأةَ تَتَزَيَّا بأَقْبَحِ شَئٍ فِيْهَا: هَذِهِ العِظَةُ تَكْشِفُ لَنَا عَنْ هَوَانِ الدُّنْيَا عَلَى اللهِ حَيْثُ جَعَلَ لَذَّاتِهَا في أحْقَرِ الأَشياء والله أعلم. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
فَصْل:
ومِنَ الحِكَم المروية عنه ما يلي:
وقال رضي الله عنه: البخل عار والجبن منقصة والفقر يخرس الفطن عن حجته والمقل غريب في بلدته والعجز آفة والصبر شجاعة والزهد ثروة والورع جنة.
وقال: نعم القرين الرضى والعلم وراثة كريمة والآداب حلل مجددة والفكر مرآة صافية.
وقال: صدر العاقل صندوق سره والبشاشة حبل المودة والاحتمال قبر العيوب. وقال: إذا أقبلت الدنيا علي أحد أعارته محاسن غيره وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفوسه.
وقال: إذا قدرت علي عدوك فاجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه. وقال: إذا وصلت إليكم أطراف النعم فلا تنفروا قصاها بقلة الشكر.
وقال: من جري في عنان أمله عثر بأجله. وقال: من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه ويروي هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كفارات الذنوب العظام إغاثة الملهوف والتنفيس عن المكروب».
وقال: يا ابن آدم إذا رأيت ربك سبحانه يتابع نعمه عليك وأنت تعصيه فاحذره. وقال: الحذر الحذر فوالله لقد ستر حتي كأنه غفر.
وقال: فاعل الخير خير منه وفاعل الشر شر منه. وقال: كن سمحاً ولا تكن مبذراً وكن مقدراً ولا تكن مقتراً، وقال: من أسرع إلى الناس بما يكرهون قالوا فيه بما لا يعلمون.
وقال: طوبى لمن ذكر المعاد وعمل للحساب وقنع بالكفاف ورضي عنه الله.
وقال: احذروا صولة الكريم إذا جاع وصولة اللئيم إذا شبع. وقال: أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة. وقال: القناعة مال لا ينفذ.
وقال: اللسان سبع إن خلي عنه عقر. وقال: فوت الحاجة أهون من طلبها إلى غير أهلها. وقال: لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه.
وقال: إذا تم العقل نقص الكلام. وقال: من نصب نفسه للناس إماماً فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره وليكن تأدبيه بسيرته قبل تأديبه بلسانه ومعلم نفسه ومأدبها أحق بالاجلال من معلم الناس ومؤدبيهم. وقال: قيمة كل امرئ ما يحسنه.
وقال: أوصيكم بخمس لو ضربتم إليها آباط الابل لكانت لذلك أهلاً لا يرجون أحد منكم إلا ربه ولا يخافن إلا ذنبه ولا يستحين أحد إذا سئل عما لا يعلم أن يقول لا أعلم ولا يستحين أحد إذا لم يعلم الشيء أن يتعلمه.
وعليكم بالصبر فان الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد ولا خير في جسد بغير رأس ولا في إيمان لا صبر معه.
وقال: من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس ومن أصلح أمر آخرته أصلح الله له أمر دنياه ومن كان له من نفسه واعظ كان عليه من الله حافظ.
وقال: اعقلوا الخير عقل رعاية لا عقل رواية فإن رواة العلم كثير ولكن رعاته قليل. وقال: لا يترك الناس شيئًا من امر دينهم لاستصلاح دنياهم إلا فتح الله عليهم ما هو اضر منه. وقال: إضاعة الفرصة غصة.
وقال: عجبت للبخيل يستعجل الفقر الذي منه هرب ويفوته الغنى الذي إياه طلب فيعيش في الدنيا عيش الفقراء ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء.
وعجبت للمتكبر الذي كان بالامس نطفة ويكون غداً جيفة.
وعجبت لمن شك في الله وهو يرى خلق الله.
وعجبت لمن نسي الموت وهو يرى الموتى.
وعجبت لمن أنكر النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى.
وعجبت لعامر دار الفناء وتارك دار البقاء.
فيا عَجَباً مِمَّنْ يُضِيْعُ حَيَاتَهُ ** عَلى حِفْظِ مالٍ وهو لِلْغَيْرِ يَدْخَرُ

ومَنْ تُتَوَفى نَفسُه كُلَّ ليلةٍ ** وتَرْجِعُ فيه كَيْفَ لِلْبعْثِ يُنْكِرُ

بَلَى قَادِرٌ أنْشَأهٌ أَوَّلَ مَرَّةٍ ** عَلَى رَدِّ رُوحٍ منه في الجِسْمِ أَقْدَرُ

وقال: لا يكون الصديق صديقاً حتى يحفظ أخاه في ثلاث في نكبته وغيبته ووفاته. وقال: تنزل المعونة على قدر المؤنة.
وقال: المرء مخبوء تحت لسانه. وقال: لا يعدم الصبور الظفر وان طال به الزمان.
وقال: الراضي بفعل قوم كالداخل معهم وعلى كل داخل في باطل اثمان إثم العمل به وإثم الرضى به.
وقال: من استبد برأيه هلك ومن شاور الرجال شاركها في عقولها.
وقال: من كتم سره كانت الخيرة بيده وقال: الاعجاب يمنع الازدياد.
وقال: الناس أعداء ما جهلوا. وقال: زاجر المسيء بثواب المحسن. وقال: الطمع رق مؤبد. وقال: لم يذهب من مالك ما وعظك.
وقال: لا يزهدنك في المعروف من لا يشكر لك فقد يشكرك عليه من لا يستمع به وقد تدرك من شكر الشاكر اكثر مما أضاع الكافر والله يحب المحسنين.
وقال: بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد. وقال: من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه.
وقال: الكرم أعطف من الرحم. وقال: من ظن بك خيراً فصدق ظنه. وقال: الحدة ضرب من الجنون فان صاحبها يندم فان لم يندم فجنونه مستحكم. انتهى.
اللهُم إِنَّك تَعْلَمُ سِرَّنَا وَعَلاَنِيَتَنَا وتَسْمَعُ كَلاَمَنَا وتَرَى مَكَانَنَا لاَ يخَفْى عَليكَ شئُ مِنْ أَمْرنَا نَحْنُ البُؤَسَاءُ الفُقَراءُ إِليكَ المستغيثون المستجيرونَ بِكَ نَسْأَلُكَ أَنْ تُقَيِّظ لِدِينِكَ مَنْ يَنْصُرُهُ ويُزيلُ مَا حَدَثَ مِنْ البِدَع والمُنْكَراتِ ويُقِيْمُ عَلَمَ الجِهَادِ ويَقْمَعُ أَهلَ الزَّيْغِ والكُفْرِ والعِنَادِ ونَسْأَلُكَ أَنْ تَغْفِرَ لنَا ولِوَالِدِيْنَا وجميعِ الْمُسلمين برحمتِكَ يا أَرْحَم الراحمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.